بص يا سيدي خلينا نتفق الأول ان أي حاجه في الدنيا اللي بيحرك سعرها هو العرض والطلب اللي بيتعمل عليها، فلما نيجي نشوف ايه اللي بيحرك سعر الذهب؟ محتاجين نشوف ايه العوامل اللي بتأثر في العرض والطلب بتاعه.

العوامل اللي بتأثر في المعروض من الذهب

  1. الـ Production او كمية الذهب اللي بيتم انتاجها سنويا واكبر 3 دول بتنتج الذهب في العالم هم الصين و استراليا و أمريكا.
  2. الـ Government reserves المعروف ان الحكومات بتحتفظ بالاحتياطي النقدي بتاعها في صورة عمله و ذهب و في الفترة اللي بتحاول تحول الحكومات الـ reserve بتاعها من عمله لذهب، بيقل الذهب المعروض في السوق و بالتالي السعر بتاعه بيزيد.

العوامل اللي بتأثر في الطلب علي الذهب

  • قيمة الدولار الأمريكي: المعروف ان الـ USD و الذهب بينهم علاقة عكسية يعني كل ما سعر الدولار قدام سلة العملات يزيد هتلاقي ان سعر الذهب بيقل و ده لو انت بصتله هتلاقي حاجه logic وبديهية لما سعر الـ USD يزيد ده معناه ان الـ Value بتاعت الاستثمارات اللي موجوده بالـ USD بيزيد ده بيخلي الـ investors يبدأوا يبيعوا الذهب اللي معاهم و يروحوا يشتروا استثمارات بالدولار و طبعا العكس بيحصل لما الدولار سعره بيقل.
  • الـ Interest Rate: معدل الفائدة اللي بيحدده البنك المركزي كل ما الـ interest rate في بلد بيزيد ده بيخلي الـ investors يتخلوا عن الاستثمار في الذهب ويروحوا يحطوا فلوسهم في البنوك و ده برده بيأثر علي سعر الذهب بالسلب و العكس صحيح.

سأخبرك كيف تصبح ثريًا. كن خائفًا عندما يكون الآخرون جشعين وكن جشعًا عندما يكون الآخرون خائفين.

 وارن بافيت

بيانات ٥١ سنة بتقول ايه عن أسعار الذهب في ٢٠٢٣؟

لو شوفت بيانات اسعار الذهب خلال ٥١ سنة من ١٩٧١ الي ٢٠٢٢ و قارنت نسبة التغيير في سعر الذهب بالتغيير في سعر الفايدة علي الدولار خلال نفس الفترة.

هتلاقي سعر الذهب مش مرتبط بارتفاع او هبوط اسعار الفايدة علي الدولار بقدر ما هو مربوط بعاملين علي وجه التحديد:

  1. حركة التضخم في اسعار السلع و الخدمات.
  2. الارتفاع الحاد في المعروض النقدي نظرا لتطبيق سياسة طبع النقد من الفدرالي و التي عرفت بـquantitative easing (QE).

الارقام بتقول ايه؟

من ١٩٧١ الي ٢٠٢٢، محصلش طفرة سعرية في الذهب عيار ٢٤ إلا خلال فترتين، الفترة الاولي من ١٩٧١ الي ١٩٨٠ بعد تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن ارتباط الدولار بالذهب و ترك معدلات التضخم للانفلات لحد ما جه قاهر التضخم Paul Volker في ١٩٧٩.

خلال العقد دا، ارتفع معدل التضخم في أمريكا من حوالي ٥% الي ١٥% و ارتفع سعر الذهب – واللي كان حاضر في الاذهان انه الملاذ الأمن و انه غطاء الدولار الرسمي لتقريبا ١٠٠ سنة – من ٤٤ دولار للاونصة (٣١.١ جرام) في ١٩٧١ الي ٥٩٠ دولار للاونصة في ١٩٨٠ اي” ١٣ ضعفا خلال ١٠ سنوات“.

وانتهت طفرة الذهب في السبعينات بدخول أمريكا حقبة النمو الغير تضخمي لمدة ٢٥ سنة و اللي عرفت بفترة الـGreat Moderation علي عكس السبعينات اللي اتعرفت بفترة الـGreat Inflation.

و خلال الـ٢٥ سنة ارتفعت اسعار الفايدة و انخفضت و ارتفع الدولار و انخفض و لكن معدلات التضخم كانت في انحدار مستمر وورا الانحدار دا، حصل انخفاض في سعر الذهب.

وفي خلال ربع قرن من ١٩٨٠ الي ٢٠٠٥، انخفض سعر الذهب ١٣% من ٥٩٠ دولار الي ٥١٣ دولار للاونصة. استثمار سيء جدا بكافة المقاييس.

و بعد ٢٥ سنة من انطفاء بريق الذهب نتيجة للـ Great Moderation، رجعت الـ Great Financial Crisis في ٢٠٠٨ لاحياء بريق الذهب الأصفر نسبيا و لكن مش بنفس البريق اللي تمتع بيه في الماضي.

في المرة دي، مكنش ارتفاع معدلات التضخم الفعلية هو المحرك الأساسي زي السبعينات، لكن “توقع التضخم” – inflation expectations – بسبب الارتفاع غير المسبوق في المعروض النقدي بسبب سياسة الQE.

فبالرغم من ان معدلات التضخم في أمريكا كانت منخفضة من ٢٠٠٨ الي ٢٠٢٠، الا ان اقدام الفدرالي علي اصدار حوالي ٨ تريليون دولار من خلال تفعيل سياسات ال QE1 و QE2 و QE3 أثر بالغ في دعم الطلب علي الذهب كاداة تحوط ضد “التضخم المتوقع” لان في نهاية المطاف و ان طال الزمن فالتضخم = اموال كتير بتطارد سلع قليلة.

لكن، علي الرغم من الارتفاع الحاد دا في اصدار النقد من الفدرالي، فسعر الذهب ارتفع من 513$ الي 1,900$ للاونصة اي ما يقارب الـ ٤ اضعاف بس علي مدار ١٥ سنة مقارنة بـ ١٣ ضعفا خلال عشر سنين في السبعينات.

توقعات الذهب في ٢٠٢٣

اذا أرقام ٥١ سنة هتقولنا ايه في توقعات الذهب في ٢٠٢٣؟

بناء علي اللي قولناه، فسعر الذهب مش هيرتفع لمجرد ان الفدرالي هيبدأ في تخفيض الفايدة في آخر ٢٠٢٣ لكن هيرتفع بس في حالة من حالتين:

  • ارتفاع معدلات التضخم و هو امر مستبعد الي حد كبير بعد كل ما عمله الفدرالي في ٢٠٢٢ و اللي هيعمله في النص الأول من ٢٠٢٣ او في حالة…
  • اتباع سياسة QE4 و هو مستبعد جدا بسبب ان أمريكا عانت منه خلال ٢٠٢١ و ٢٠٢٢ من تبعات ضخ ٤ تريليون دولار خلال أزمة كورونا و اصرار الفدرالي علي سحب السيولة اللي تم ضخها تدريجيا.

و بالتالي، فشخصيا مش شايف مستقبل لأسعار الذهب عالميا خلال ٢٠٢٣ الا في الدول اللي عملاتها ضعيفة – زي مصر – عشان المعدن الأصفر بيستخدم كطريقة غير مباشرة للتحوط ضد انخفاض العملة المحلية مقابل الدولار في حال تعذر الحصول علي الدولار مباشرة.

شاركها.
Exit mobile version