تحليل SWOT لـ Microsoft

هنبدأ كلامنا عن تحليل SWOT لـ Microsoft بعرض كل حاجة خاصة بالشركة من بداية التأسيس ولغاية دلوقتي.

• اسم الشركة: مايكروسوفت كوربوريشن
• الصناعة: برامج الحاسوب (نظام التشغيل ويندوز، مايكروسوفت أوفيس 365، إنترنت إكسبلورر “حاليًا مايكروسوفت إدج”، محرك البحث بينج)
• أجهزة الإلكترونيات الاستهلاكية (إكس بوكس، مايكروسوفت سيرفيس)
• ألعاب الفيديو
• حوسبة السحاب والتخزين (OneDrive and Azure)
• الرئيس التنفيذي: ساتيا ناديلا
• اتأسست في: 4 أبريل 1975
• المؤسسون: بيل جيتس وبول آلن
• عدد الموظفين: 163،000 (عام 2020)
• المقر الرئيسي: ريدموند، واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية
• الإيرادات (بالدولار الأمريكي): 143 مليار دولار (عام 2020)

إقرأ المزيد: إزاي احسب قيمة شركتي بطريقة سهلة وبسيطة؟

بداية تأسيس شركة مايكروسوفت

مايكروسوفت كوربوريشن، أو المعروفة باسم “مايكروسوفت”، اتأسست من خلال صديقين من الطفولة، هما بيل جيتس وبول آلن، وفي سنة 1975، جيتس أخد القبول في جامعة هارفارد وآلن في جامعة واشنطن، قرر الاتنين انهم يسيبوا الجامعة قبل التخرج، الاتنين كانوا عايزين يعملوا شركة باستخدام مهارات برمجة الكومبيوتر اللي درسوها واكتسبوها من صغرهم.

بدأوا يبرمجوا لغة البيسك (الشفرة الرمزية الموحدة لتعليم المبتدئين) لجهاز الألتير 8800 في سنة 1975، الألتير 8800 كان وقتها واحد من الكومبيوترات الصغيرة لشركة ميتس للأجهزة الدقيقة وأجهزة القياس، وبعد ما قدموا شغلهم لشركة ميتس، عملوا شركة مايكروسوفت، واسم الشركة جه من النسخة المختصرة لكلمتين هما “microcomputer ” و “software”، وبقى بيل غيتس الرئيس التنفيذي الأول للشركة.

أعمال شركة مايكروسوفت في مرحلة التأسيس

مايكروسوفت عملت نظام تشغيل اسمه “زينيكس” في 1980 لأجهزة إي بي إم اللي كانت أكتر اجهزة الكمبيوتر المشهورة في الوقت ده، قبل ما الشركة تنزل الإضافة بتاعتها وهي مايكروسوفت ويندوز للنظام في 1985، كان لازم واحد من مؤسسين الشركة (بول ألين) أنه يستقيل بسبب مرض اللمفاويات الهودجكن، بس هو احتفظ بحصته في الشركة وبقى مليونير لما الشركة طرحت أسهمها في البورصة في 1986، بعد كده، استثمر في فرق رياضية وعقارات وشركات تكنولوجية تانية.

وبعد ما عملوا عدد كبير من الإختراعات التكنولوجية، والإستحواذات اللي عملوها على شركات كتير حوالين العالم، وبقيادة متواضعة من ملياردير خيري مخلص لتغيير العالم، كبرت شركة “مايكروسوفت” وبقت اللي احنا نعرفها النهاردة.

الرسالة

ببساطة، رسالة شركة مايكروسوفت هي السعي في إنهم يساعدوا كل واحد وكل منظمة في الدنيا عشان يوصلوا لأكتر حاجة يقدروا يعملوها، مش بيتكلموا عن “تكنولوجيا”، بس بيتكلموا عن “تمكين”، الشركة دي زي مؤسسها بيل جيتس، بيحاولوا يوصلوا للناس والمنظمات ويدعموهم ويودوهم القوة اللي هما محتاجينها، الهدف الأساسي إنهم يساعدوا المجتمعات تكبر، وبالتالي ينجح العالم كله.

الرؤية

الشركة بتقول إنها عايزة تساعد الناس والشركات في العالم كله، انهم يحققوا طموحاتهم ويوصلوا لأقصى إمكانياتهم، الفكرة إنها عايزة تساعد ومش اتوجهت لمجتمع أو بلد معين بس، لكن ركزت علي العالم كله، والهدف النهائي إنها تدعم الناس والمؤسسات عشان يشوفوا إمكانياتهم ويحققوا اللي عايزينه.

تحليل SWOT لمايكروسوفت

نقاط قوة مايكروسوفت

هنبدأ بأهم نقاط القوة اللي بتميز شركة مايكروسوفت:

الولاء لـ Windows

في نسبة كبيرة من الناس اللي بتستخدم ويندوز على اللابتوب والكمبيوترات الشخصية اللي بتشتغل عليها، الحقيقة النسبة دي شبه احتكار لويندوز علشان 77% من المستخدمين في العالم لسه بيستخدموا ويندوز في سنة 2020، والسبب في كدا إن مستخدمين ويندوز بيكونوا مخلصين جدًا، صعب جدًا على حد بيستخدم ويندوز أنه يغير لماك أو أو إس إكس اللي هما نظام التشغيل لشركة أبل المنافسة لمايكروسوفت.

في شهر مارس 2019، قالوا إن 800 مليون جهاز حوالين العالم بيستخدموا ويندوز 10. وفي أكتر من 1.5 بليون جهاز بيستخدم إصدار من ويندوز على الكمبيوتر الشخصي أو اللابتوب.

قيمة العلامة التجارية

قيمة شركة مايكروسوفت زادت بنسبة 30% في 2020، ودخلت بقوة في بيوت الناس في زمن الحجر الصحي عشان الناس تتواصل وتشتغل وتدرس من البيت، وبالزيادة دي، بقت مايكروسوفت قيمتها 327 بليون دولار، واتفوقت على جوجل واحتلت المركز التالت في قايمة أغلى الشركات في العالم ورا أمازون وأبل.

الوصول لشركات أجهزة الكمبيوتر

تقدر تقولي مين بايع كمبيوتر كبير غير شركة آبل وجوجل اللي مش بيستخدم نظام ويندوز؟ السؤال ده بيبقى صعب شوية عشان معظم الشركات اللي بتصنع الكومبيوترات بتتعامل مع مايكروسوفت، فأجهزة الكمبيوتر المحمولة أو المكتبية لشركات زي سامسونج ولينوفو وتوشيبا وديل وأسوس (وغيرها كتير) بيتم بيعها في الحقيقة بنظام التشغيل ويندوز متثبت في الجهاز نفسه.

مايكروسوفت حتى اشترت براءات اختراع أجهزة نوكيا المحمولة علشان دخلت سوق أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة في سنة 2013، وكانت قيمة الاستحواذ 3.79 مليار يورو وقتها، وللأسف مش نجح الاستحواذ ده، كمان استثمرت مايكروسوفت في شركة ديل عشان تأكد علاقتهم واستمرارية أجهزة الكمبيوتر من ديل مع نظام التشغيل ويندوز، علشان كدا مايكروسوفت هي المفضلة مش بس بين الكمبيوترات بس كمان بين بياعين الكمبيوترات.

مؤسس العصر الجديد

الشريك المؤسس بيل جيتس وستيف جوبز من شركة أبل، بفضل البرامج اللي عملوها، غيروا الحال تكنولوجيًا، خلّوا كل بيت تقريبا في جهاز كمبيوتر، وكان اسمها في الوقت ده “مايكروكمبيوتر” في السبعينيات والتمانينيات، علشان الكمبيوترات بتاعة زمان كانت كبيرة جدًا، وفي نص التمانينيات، ظهرت أجهزة الكمبيوتر المحمولة زي IBM وكومودور 64 وأبل التانية.

ومع زيادة شعبية نظام التشغيل ويندوز وبرامج زي مايكروسوفت إكسل ومايكروسوفت وورد اللي موجودة في حزمة مايكروسوفت أوفيس، بدأ المصطلح “الحاسوب الشخصي” نستخدمه بدل من “المايكروكمبيوتر”، وبعدين بقينا نستخدم اختصار “بي سي” في الحياة اليومية، وبقى منتشر لما نتكلم عن الكمبيوتر بشكل عام ده، وكل بفضل شركات التقنية زي مايكروسوفت.

إبداعات التكنولوجيا

• Xbox

دخلت شركة مايكروسوفت في مجالات كتير غير تقديم نظام التشغيل ويندوز وحزمة مايكروسوفت أوفيس، زي مثلا شركة Xbox لأجهزة الألعاب، ورغم ان Xbox هو تاني أكبر نظام تشغيل لأجهزة الألعاب في العالم بعد PlayStation، بس هي شركة ناجحة.

زادت مبيعاتها لما بدأت معظم دول العالم فترات الحجر الصحي في مارس 2020، ولغاية نوفمبر 2020، ولسه 37٪ من مستخدمي أجهزة الألعاب بيستخدموا Xbox، ومن المتوقع انه يوصل عدد مبيعات أحدث إصدار من الجهاز Xbox Series X لـ 30 مليون في سنة 2023 (مقارنة بالتقديرات اللي بتشير لـ 50 مليون لـ PlayStation 5 في بداية سنة 2023).

• Zune

وفوق كده، شركة مايكروسوفت كمان قدمت جهاز “زون” في 2006، واللي كان بيشغل ملفات الصوت والفيديو، الجهاز كان مُخصص بشكل رئيسي للموسيقى وكان بيتنافس مع جهاز “آي بود” من شركة أبل، وكان مُخطط لاستخدامه في هواتف ويندوز، لكن اتوقف إنتاجه في 2012 بسبب فشله في المنافسة مع أجهزة آي بود من أبل.

• MSN (Microsoft Network)

واحد من أشهر المواقع الإلكترونية اللي اتعملت زمان كان “إم إس إن” اللي اتأسس في 1995 مع إطلاق ويندوز 95، الموقع كان بيقدم خدمات كتير زي خدمة الإيميل والمحادثة ومحرك بحث على الإنترنت.

بعد كده في سنة 2005، شركة مايكروسوفت عملت حملة إعادة تصميم وتطوير لكل الخدمات دي علشان تنافس شركات تانية زي ياهو وجوجل، الخدمة دي اللي اسمها “إم إس إن” للإيميل بقت “هوتميل” (اللي هي دلوقتي “أوتلوك”)، وخدمة المحادثة اللي اسمها “إم إس إن ماسنجر” بقت “ويندوز لايف ماسنجر” (وبعدين دمجتها مع “سكايب”)، ومحرك البحث اللي كان اسمه “إم إس إن سيرش” بقى “بينج”، ومن وقتها ركز “إم إس إن” على موقعه الإلكتروني واشتغل بشكل رئيسي علي نشر الأخبار والترفيه.

الاستحواذات التقنية

• Hotmail.com كانت واحدة من أكبر الأستحواذات اللي عملتها شركة مايكروسوفت في 1997 بـ 500 مليون دولار، وقتها كانت الخدمة دي بتوفر خدمة البريد الإلكتروني مجاني، وكانت الأكتر استخدام في العالم لحد ما بدأ عصر العشرينات من القرن الحالي، بعد تحويلها لـ Outlook وزيادة عدد مستخدمي Gmail، بقى عدد مستخدمي Outlook في حدود 400 مليون مستخدم، وكمان وصل عدد مستخدمي Gmail لـ 1.5 مليار حساب في العالم.
• في الحقيقة، أول مرة اشترت فيها مايكروسوفت شركة كانت سنة 1987 وكانت اسمها Forethought، وكانت بتشتغل في البرمجيات، وبعد كدا، طورت الشركة برنامج العروض التقديمية المشهور Microsoft PowerPoint.
• في 2011، اشترت مايكروسوفت شركة Skype Technologies (واللي بتمتلك خدمة Skype VoIP) بـ 8.5 مليار دولار أمريكي، وركزت مايكروسوفت بشكل كبير على تطوير البرمجيات وطرح إصدارات جديدة زي Skype Business.
• مايكروسوفت اشترت كمان شركة Mojang المطورة لألعاب الفيديو، وهي شركة سويدية أنتجت أفضل لعبة: Minecraft، اشترت Xbox Game Studios (التابعة لمايكروسوفت) الشركة المطورة للعبة بـ 2.5 مليار دولار أمريكي، ولسه بتطرح إصدارات جديدة من اللعبة وبتعمل تحديثات ليها.
• تحت إدارة الرئيس التنفيذي الجديد ساتيا ناديلا، شركة مايكروسوفت عملت أكبر استحواذ ليها : لما اشترت لينكد إن، الموقع الإلكتروني للتواصل الاجتماعي المهني اللي اشترته بـ 26.2 مليار دولار وقررت تحافظ عليه ككيان منفصل.
• مايكروسوفت ملهاش بس برامج ونظم تشغيل ومايكروسوفت أوفيس، ده غير إنها امتلكت كل حاجة من SwiftKey، اللي هي لوحة مفاتيح الموبايل الافتراضية، و GitHub، الموقع اللي بيحتفظ بالشفرات البرمجية، واشترت Affirmed Networks وMetaswitch Networks، اللي هما شركات تطوير الشبكات الخاصة بالجيل الخامس 5G.

القادة المتواضعون والمتعاطفون

• Bill Gates

كل الناس سمعوا عن بيل جيتس، بس مش كلهم يعرفوا بيل جيتس بيعمل إيه بره مايكروسوفت، جيتس نزل من منصبه كرئيس تنفيذي في سنة 2000، بعد ما اتصدر قايمة أغنى الناس في العالم في 1995، وبقى عضو في مجلس الإدارة و “مستشار فني” للشركة، بس استثمر وقته، طاقته، وفلوسه في العمل الخيري، واخد مكانه كأغنى شخص في العالم بعد جيف بيزوس، مؤسس ومدير عام أمازون.

بيل جيتس أسس مبادرة “The Giving Pledge” بالتعاون مع الملياردير وارن بافيت، والاتنين اتعهدوا بالتبرع بنص ثروتهم للأعمال الخيرية، وعمل جيتس أبحاث علمية، ودعم تطوير وتوزيع اللقاحات في العالم، واتبرع للجمعيات الخيرية باسم مؤسسة بيل وميليندا جيتس، هو حتى اتكلم عن خطر الجائحة العالمية في كلامه في TED في 2015، وقال إن “العالم مش جاهز أو مستعد لجائحة”، متوقع بانتشار فيروس زي كوفيد-19.

• Steve Ballmer

ستيف بالمر كان الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت من 2000 لحد 2014، زادت أرباح الشركة بشكل تدريجي بمعدل ضعف و3 أضعاف، لكن بالمر تعرض لانتقادات بسبب “الاستحواذات الغلط” و “البقاء وراء المنافسة التكنولوجية”، وهو معروف بأنه رجل أعمال عنده طاقة عالية وغريب وليه مقاطع فيديو وهو بيرقص انتشرت في كل مكان.

• Satya Nadella

الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا، خلَّى شركة مايكروسوفت تغير أسلوبها القديم لأسلوب متعاون أكتر والشركة كبرت بشكل مستمر، واهتم بالتواصل مع المنافسين، زي شركات أبل ولينكس ودروببوكس، علشان يبيِّن تغيير الهوية الجديدة.

نقاط ضعف مايكروسوفت

عمليات الاستحواذ الفاشلة

فيه استحواذات كانت ناجحة ومربحة لمايكروسوفت زي استحواذهم على لينكد إن وموجانج، بس فيه استحواذات ممكن نقول إنها مش كانت كويسة زي:

Hotmail (Outlook)

هوتميل كان فرصة كبيرة لمايكروسوفت، كان ممكن تكون الخدمة الوحيدة والأفضل في البريد الإلكتروني، وتتفوق على ياهو وجيميل، ياهو كان بس بديل لهوتميل، وجيميل كانت مجرد فرع لشركة جوجل متصممة كشركة ناشئة، لكن هوتميل فشل، وفشل بشكل كبير، علي عكس جيميل اللي قدم واجهة مستخدم أنظف وحديثة أكتر، هوتميل مش عمل تحديث أو تحسين في أي حاجة، وقرار إعادة تسمية الخدمة باسم أوتلوك بس ظهر للعالم ان هوتميل مات.

aQuantive

تقول ايه لو عرفت إن مايكروسوفت اشترت شركة بـ 6.2 بليون دولار وأنت مسمعتش عنها قبل كدة؟ شركة aQuantive كانت شركة تسويق رقمي اشترتها مايكروسوفت في 2007، دي كانت بتسد فراغ الإعلانات الرقمية اللي كانت مايكروسوفت مش بتقدر تغطيها، وفي نفس الوقت كانت شركات جديدة زي تويتر وفيسبوك بقت رائدة في السوق ده، اشتراك aQuantive كان ممكن يوفرلهم فرص جديدة للخدمات والمنتجات اللي ممكن يعلنوا عنها في كل حتة في العالم، بس مايكروسوفت اختارت تركيزها على الإعلانات اللي بتظهر في محرك البحث الخاص بيهم، بينج.

Skype

“سكايب” كان ممكن يكون واحد من أكتر برامج المحادثة والفيديو والصوت في الاستخدام، وكان ممكن يكون الأول، بس بعدين، مايكروسوفت اتحدت “هوتميل” و “سكايب” ودمجتهم تحت حسابات مايكروسوفت، وبعد كدا الهواتف المحمولة زاد انتشارها، والتطبيقات زي “واتساب”، “فيسبوك”، و “سناب شات” بقت الأكتر استخدام في المحادثة الصوتية والفيديو والرسايل.

وفي مارس 2020، إعلان الغالبية من البلاد عن فترة إغلاق وحظر تجول، “سكايب” كان ممكن يكون البرنامج الرئيسي اللي كل الناس تستخدمه للتواصل واللعب والمحادثة، بس برامج تانية زي “زووم” و “جوجل ميت” بقوا أكتر استخدامًا، علشان كانوا أسهل في الاستخدام وشغلهم كان نظيف وأسهل.

تفتقر إلى الابتكار

بصراحة، أكبر مشكلة لمعظم الشركات اللي اشترتها مايكروسوفت زي اللي اتكلمنا عنها، هي النقص في الابتكار، الحياة اليومية بقت أسرع بكتير، وكل يوم بيبان عدد كبير جدًا من الابتكارات والخدمات والمنتجات اللي بيتم استخدامها واستهلاكها، وعند الناس انتباه أصبح أقل بشكل كبير، لازم تاخد بالك من الوضع ده، لو أنت بتدير شركة تكنولوجيا، خلاص، وخصوصًا لو انت بتستثمر في أكتر من ٢٠٠ شركة وبتحافظ على الغالبية في حصتك في السوق بنظام التشغيل اللي عندك.

عشان مايكروسوفت بتشتغل بشعار “لو مش عايز تصلح متصلحش”، فالشركات اللي بتشتريها وبتتعامل معاها بدأت تبان عاجزة وقديمة ومش بتنفع، ورغم إن سنة 2020 كانت سنة كويسة لنظام التشغيل ويندوز من حيث المبيعات، بس آخر نسخة من جهاز الألعاب Xbox Series X كانت بتواجه صعوبة في المنافسة مع جهاز PlayStation 5، وفي وقت ما بلايستيشن بيعمل تجديدات كبيرة في منتجاته بشكل جذري، بيقدر يجذب اهتمام الناس اللي بتحب تجرب الحاجات الجديدة، أما بالنسبة لـ Xbox فهو لاحظ إن التغييرات الصغيرة والترقيات البسيطة مش هتكفيه عشان ينافس منافسه كاملة.

مش تكون رقم واحد

بعيداً عن نظام التشغيل ويندوز، فين البرامج اللي مايكروسوفت بتتصدر بيها؟ مش سؤال سهل.

في الأول، كان إنترنت إكسبلورر هو المتصفح الرئيسي لويندوز، كان هو الأكتر شهرة، لو كنت بتستخدم ويندوز، فأكيد كنت بتستخدم إنترنت إكسبلورر، وبعد كام سنة، جه منافسين كبار زي سفاري (متصفح شركة أبل) وفايرفوكس من موزيلا، وفي سنة 2008، صدر جوجل كروم، خلال سنتين بس، وبسبب عدم تجديد إنترنت إكسبلورر لنفسه، أصبح جوجل كروم المتصفح الأكتر استخدامًا في السوق، وحتى بعد ما مايكروسوفت قررت تغير إسم إنترنت إكسبلورر وعملت متصفح جديد اسمه مايكروسوفت إيدج، لسه مجابش أكتر من 3% من السوق العالمي للمتصفحات.

لو عايزين نتكلم عن اللي بييجي في المرتبة التانية، هنتكلم عن بينج، جوجل شركة كبيرة وجامدة أوي (ومحرك بحث) لدرجة إنها بقت فعلا يعني “لو عاوز تدوّر على حاجة على الإنترنت هتقول جوجل”، رقم اتنين بيتكرر كتير في كل حاجة مايكروسوفت بتحاول تعملها، وكتير من الأوقات بردو مبيبقاش حتى الرقم اتنين! زي Microsoft Edge و Bing و Skype و Windows Phones و Outlook و Windows Defender.

الاعتماد على منتجين الأجهزة

السبب الرئيسي لنجاح ويندوز كان إنه جاي مع الكمبيوترات اللي بتنتجها الشركات الكبيرة زي IBM و Lenovo و Dell، وبكدا أكبر قسم في شركة مايكروسوفت اللي بيجيب ليهم فلوس بيعتمد بشكل كلي على مبيعات منتجين الكمبيوتر، يعني لو بيتباع أقل كمبيوترات، هيتباع أقل ويندوز كمان.

الفرص

إمكانات الأجهزة

مش من المنطقي ان مايكروسوفت متستغلش شعبيتها والفلوس اللي بتدخل في إنها تعمل هاردوير كمان. المفروض يكون الكلام ده واضح، إنهم يقدروا يستفيدوا من شعبية نظام التشغيل بتاعهم والفلوس اللي بياخدوها عشان يعملوا هاردوير كمان، وده اللي حصل مع الـ Microsoft Surface وإصداراتها اللي بتتبعها، اللاب توب والكمبيوتر الخاص بمايكروسوفت، وكمان تقدر تشتري لوحة المفاتيح والفأرة والكاميرا والهيدفون الخاص بمايكروسوفت.

في منصة Xbox، وبالنسبة لأجهزتها، مُتاح أجهزة عالية الجودة وبتصميم مُمتاز، والشركة ممكن تستفيد من الإمكانيات دي أكتر، مثلا بإصدار تلفزيون ذكي جديد، أو سماعة ذكية زي الأليكسا أو جوجل أسيستانت أو سيري هومبود، وبطبيعة الحال، موبايل جديد بنظام ويندوز أحدث وأكتر تنافسية.

كبيرة كفاية عشان تشتري منافسيها

في الوقت ده، العالم بيخلي أي حاجة تنتشر بسرعة وتبقى مشهورة، فصعب تتوقع إيه هي الشركات اللي ممكن تبقى كبيرة وتقدر تحكم السوق في المستقبل، لكن وجود شركة مايكروسوفت فيه مزايا كمان، لو في شركات أو استارت أبز ممكن تخلي نجاحك يتهدد، ممكن زي شركة مايكروسوفت تشتري الشركات دي، طبعًا مش دايمًا الموضوع بيكون سهل وبسيط بس الفكرة مش مستبعدة لأنك في النهاية عندك تدفق كبير من الفلوس، وقيمة علامتك التجارية كبيرة كفاية عشان تعمل كده وإيرادات مايكروسوفت موثوقة كفاية للاستثمار في أسهم شركات تانية.

الخلافات الشائعة

• فيسبوك واجهت نقد كبير علشان بتقدم بيانات مستخدميها للبيع، وكمان السماح بوجود خطاب الكراهية على المنصة وإدارتها من مؤسسها والرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج.
• منصة تويتر وجهت ليها الانتقادات بسبب سماحها للمستخدمين المتطرفين بالتأثير على القضايا الحقيقية، وانتشار نظريات المؤامرة زي QAnon، وطبيعة شخصية الرئيس التنفيذي للشركة جاك دورسي.
• أمازون تم انتقادها بردو عشان ظروف الشغل الصعبة، وعشان بتتعامل مع الضرايب بشكل غريب، وكمان عشان صاحبها جيف بيزوس بقي الرجل الأغنى في العالم.
• تقدر تفكر في واحدة من المشاكل اللي حصلت مع شركة مايكروسوفت أو أي من مدراءها التنفيذيين؟ طبعًا فيه بعض القضايا والتحديات، بس مش زي اللي كانت عند الشركات التانية اللي اتأثرت بيها كتير في الإعلام.

الذكاء الاصطناعي

مايكروسوفت اشترت شركات كتير متخصصة في الذكاء الاصطناعي، ودمجتهم في عمليات البحث والتطوير الخاصة بيها، الشركة بتسعى لعمل ماكينات ذكية تقدر تتحد مع تفكير الإنسان، مايكروسوفت ليها كمان مدرسة للأعمال المتخصصة في الذكاء الاصطناعي بتدي نصايح وتوجيهات للشركات لأي حاجة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

مبيعات COVID-19

من كام سنة، الوباء اللي هز العالم كله خلانا نقعد في البيت، والوضع كان كارثي للمشاريع الصغيرة اللي اضطروا يقفلوا، وكمان الشركات الكبيرة اللي خفضت عدد موظفيها، بس مايكروسوفت مكانتش منهم، وبالعكس كانت الشركة اللي زادت فيها الإيرادات، الموظفين بتاعة مايكروسوفت بيقدروا يشتغلوا من البيت، والناس اللي لسه في البيوت بيشتروا منتجات مايكروسوفت علشان يقدروا يتواصلوا مع معارفهم ويشتغلوا أونلاين.

التهديدات

خلافات قليلة، لكن مهمة

في شركة مايكروسوفت مفيش إلا قليل من المشاكل اللي بيتكلموا عنها بالمقارنة مع شركات التكنولوجيا التانية، بس في بعض المشاكل الجديدة للشركة بتأثر عالصورة العامة ليها، أهم المشاكل دي هي التحيز الجنسي داخل الشركة.

• شكاوى النساء

ما بين سنة 2010 و2016، قدمت موظفات شركة مايكروسوفت ١١٨ شكوى لقسم الموارد البشرية بخصوص التمييز بين الجنسين والتحرش ومشاكل المساواة في الأجور، لكن تابعوا شكوى واحدة بس، وبعد انتقادات وشكاوى كتير، الإدارة حققت في الشكاوى دي سنة 2016 في الوقت ان الستات اللي ماسكين نفس المنصب واللقب الوظيفي بياخدوا ٩٩.٨ سنت لكل دولار بياخدوه الرجالة، ده بيوضح عدم التزام الشركة بالمساواة في الأجور بين الجنسين.

• حظر “المثليين” و “السحاقيات”

واحد اسمه ريتشارد جايوود، كان بيلعب بلايستيشن وفجأة لقى إن حسابه في Xbox Live اتحظر، لان gamertag بتاعته فيها كلمة “جاي” اللي بيستخدمها كاسم عائلة، والموضوع دا حصل رغم إنه شكى وقال إن دا اسم عيلته الحقيقية، وكمان اتقفل حساب واحدة تانية اسمها تيريزا على Xbox Live، بسبب إنها كتبت في بروفايلها إنها مثلية جنسيًا.

شركة مايكروسوفت حظرت بعدها استخدام كلمات “جاي” و “مثلية” في البيانات الشخصية للاعبين على Xbox Live، لأنهم لاحظوا إن 95% من استخدامات الكلمات دي كانت سلبية وعنصرية، وعلشان مايكروسوفت بتحارب الهوموفوبيا وبتدعم حقوق المثليين والمتحولين جنسيًا، فاختارت الحل دا علشان تمنع انتشار الكراهية والعنصرية بين الجيمرز على منصة Xbox.

مسابقات لا تقبل المنافسة

زي ما قولنا، مايكروسوفت مش بياخد المركز الأول في منتجات وخدمات كتير من فترة، وللأسف بعض المجالات دي بقت فيها منافسة شديدة بينهم وبين المنافسين، وبيكون صعب جدًا على سكايب أنه يرجع من ورا ويبدأ يتفوق على كل برامج مكالمات الفيديو اللي اتقدمت عليه، من سنتين كان ممكن وكانت فرصة للبرنامج يثبت خبرته، بس فشل.

اللي شبه شركة مايكروسوفت، محرك البحث Bing مش قادر يفوز على المستخدمين ويتفوق على جوجل، وده تهديد مستمر للشركة، أكيد ممكن دايما يكون في فرصة صغيرة إن جوجل يفشل، و Zoom و Google Meet و Discord يكونوا كلهم قريبين من الإفلاس وخدمات مايكروسوفت تكون الأفضل كرقم واحد… بس دي فرصة صغيرة جدًا.

تغيير تفضيلات المستخدمين

الناس اللي مبيشتغلوش من البيت، والطلاب اللي مبيستخدموش الكمبيوتر عشان يعملوا الواجبات بتاعتهم، واللي مش محتاجين أجهزة زي اللابتوب أو الديسكتوب، مبيستخدموش الكمبيوتر خالص، بقوا بيعملوا كل حاجة بالتليفون بتاعهم، في الحقيقة تقريبا ممكن تعمل كل حاجة بالتليفون المحمول، بيبقى التليفون زي اللابتوب، والتابلت بيبقى زي الكمبيوتر، ودا هو السبب في انخفاض مبيعات الكومبيوترات، بسبب تغير تفضيلات المستخدمين، وبكدا ممكن يكون النظام الرئيسي لشركة مايكروسوفت، نظام التشغيل ويندوز، منتج الناس مش محتاجاه.

الخدمات المقرصنة

في الهند بس، 90% من الكمبيوترات اللي بيتباعوا بتكون فيها نسخة ويندوز متقرصنة، والسبب إن ويندوز نظام تشغيل بسيط وسهل الاختراق، فناس كتير بيستخدموا الخدمة المتقرصنة بدل ما يشتروا النسخة الأصلية وبيثبتوا نسخ جديدة من النظام في الكمبيوتر بتاعتهم.

مهم: ازاي تعمل تخطيط مالي للبيزنس بتاعك؟

في النهاية

مايكروسوفت اشتغلت كتير وبقت تالت أكبر شركة في العالم ولسه لحد دلوقتي اسمها مشهور، بس مش ممكن تكون في الصدارة في كل المنتجات والخدمات اللي بتعملها، ولسه في نقاط ضعف وتهديدات بتواجها، يعني مش مهم تكون صاحب أكبر الشركات في العالم زي مايكروسوفت، أو كنت شركة صغيرة أو مشروع جديد عشان تعمل تحليل سوات، لازم تعمل تحليل SWOT لشغلك مهما كان حجمه أو لسه في بدايته، لأن ده اللي هيكون سبب في نجاحه واستمراره.